اعتدت على جعل الكمات والافكار والاغاني وسيلة لاعبر فيها عن ما يجوب في خاطري لعل الكلمات تستطيع ان تقول ما اعجز عن قوله او ما يعجز الاخرين عن فهمه واحساسه. لازلت اذكر قصص أمي عندما كانت تحكي لي عن" مملكة "يعيش فيها العشاق. "مملكة" الحب فيها همها الأول ومساعدة الآخرين وزرع الأمل بقلوبهم هدفها الأساسي . كانت تحكي لي عن هذه" المملكة "التي تحمي المحبين وتدافع عن الأحاسيس زرعت ببالي فكرة إن في هذا الوجود هناك مملكة يلجا إليها المجروحون والضعفاء ويستمدون قوتهم وثقتهم منها وأنه ليس من الصعب ان نكون اشخاص في هذه "المملكة" مادمنا نؤمن بالحب وبالاحساس مرت الأيام و أنا ابحث عن هذه" المملكة "رسمتها على رمال البحار فجرفتها الأمواج رسمتها على الأشجار فقطعتها الفؤوس وكان لأحد يترك لي فرصة لإنشاء هذه "المملكة" وكأنهم يخافون من وجودها...... قررت أن أهب إحساسي وتفكيري وهمي لجعل هذه "المملكة " حقيقية فلم أجد مكانا يليق بيها سوى قلبي وإحساسي فحملت هموم الآخرين وزرعت الابتسامة على وجوهم ولم اتعب. كنت إن وجدت شخصا ضعيفا ويأسا أسرع بجعله أقوى واحمي الإحساس المتبقي داخله من الموت وجدت أنا كل شخص فينا يخفي وراء قسوته واهتمامه بالدنيا ومشاكلها وهمومها قلبا طيبا وإحساسا ينتظر من يقظه. ليس لانني مختلفة عن الاخرين او لانني ملاك جاء ليدافع عن الحب لا بل لانني ببساطة اعتبر ان الاعتراف بالخطأ والتسامح شجاعة وقوة . واعلم بان الكلمة الطيبة والحنية هما افضل وسيلة لتخفيف الالم عن الاخرين وان الطيبة والامل والحب مشاعر تزين حياتنا وتزين شخصيتنا . كان البعض يستهزئ بفكرة وجود" مملكة للغرام "بخيالي ويقولون عني رومانسية وأعيش بأحلام لا وجود لها بالواقع لكنني كنت مؤمنة بوجودها. أنا لا اقصد" بمملكة" مكانا أو قصرا يعيش فيه الملوك والأمراء لا بل اقصد بها كل كلمة إحساس مجردة من المصلحة . كنت الجأ لمملكتي عندما يراودني شعور بأنني افقد الأمل بالدفاع عن وجودها أو عندما اشعر أنني طفلة احتاج لحضن يضمني ويقويني صحيح أنني أراها بالأحلام فقط أو قبل النوم وكأنها رواية استمتع وأتلهف لقراءتها ولكنني اشعر بأنني بطلة في كل إحداثها وعندما أناقش موضوعا أو أدافع عن وجهة نظرتكون تلك الروايات والهموم والمشاعر وأوجاع الآخرين هي شجاعتي وقوتي كانت مشاعرهم تقوي من عزمي وثقتي بنفسي. كم احلم بان اجعل هذه المملكة مكانا موجودا داخل كل شخص كم أتمنى أن أيقظ أحاسيس الناس فالحياة ليس بعدد اللحظات التي نعيشها بل بعدد اللحظات التي قمنا برسم ابتسامة وأمل على وجوه الآخرين .هي تلك اللحظات التي نعيش مع الآخرين إحزانهم ونقف معهم هي تلك اللحظات التي نسمع حيرتهم وشكوكهم هي تلك اللحظات التي لا تعوض .ترى هل سيأتي يوم احقق فيه هذا الحلم؟ا ام عساني سأروي هذه القصة لأبنتي لأحملها مسؤولية اكمال مشواري ؟
الموضوعالأصلي : مملكة الغرام المصدر : مــ ـعهد ســـ ــماء المغرب