موضوع: أسباب الإرهاب في المجتمعات الإسلامية الأحد يونيو 01, 2008 12:35 pm
أسباب الإرهاب في المجتمعات الإسلاميةقبل الحديث عن أسباب الإرهاب في المجتمعات الإسلامية أرى لزامًا التنبيه إلى عدد من المسائل . الأولى : أن أسباب الإرهاب تختلف في درجة أهميتها ، وفي مدى تأثيرها باختلاف المجتمعات الإسلامية ، تبعًا لاختلافها في اتجاهاتها السياسية ، وظروفها الاقتصادية والاجتماعية ، وأحوال شعوبها الدينية ، ولذا فإن ما يصدق على مجتمع قد لا يصدق بالضرورة على غيره . الثانية : أن الحكومات في العالم الإسلامي تختلف اختلافًا كبيرًا في مواقفها من الدين والتدين في المجتمعات التي تتولى شئونها ، كما تتفاوت تفاوتًا ظاهرًا في مدى رعايتها لمصالح الناس الدنيوية ، وتيسير أسباب الحياة الكريمة لهم ، ففي حين نجد من الحكومات من تعظم شأن الدين وتجعله أساس أنظمتها ، والمهيمن على شئون الحياة فيها كالمملكة العربية السعودية ، فإننا في المقابل نجد من الحكومات من ليست مواقفها من الدين أو ممن يدعو إلى الأخذ به منهجًا للحياة إيجابية أو مرضية . وهذه المواقف لها أثرها في المجتمعات ، من حيث استقرارها ، وتوجهات أفرادها ، وطبيعة الصلات والعلاقات فيها ، ولا سيما بين الناس وولاة أمورهم . الثالثة : أن أعمال العنف والإرهاب - من قتل وتفجير وإفساد في الأرض- هي من المصائب التي ابتليت بها المجتمعات الإسلامية وغيرها ، ومن المعلوم من نصوص الشريعة أن المصائب التي تلحق بالأفراد أو المجتمعات سببها الرئيس هو التفريط في أمر الله عز وجل ، والوقوع فيما نهى عنه ، كما قال الله تعالى : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ فما يصيب " الناس من ضر وضيق مالي ، أو أمني ، فرديًّا كان أو جماعيًّا ، فبسبب معاصيهم ، وإهمالهم لأوامر الله عز وجل ، ونسيانهم شريعة الله ، والتماسهم الحكم بين الناس من غير شريعة الله الذي خلق الخلق ، وكان أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم ، وكان أعلم بمصالحهم من أنفسهم " . الرابعة : أن استيعاب الأسباب المؤدية إلى الغلو والإرهاب أمر بعيد المنال ، لأن طرق الغي والضلال غير منحصرة ، ولكن حسبي في هذا البحث أن أبرز - ما أراه - أهم الأسباب وأكثرها أثرًا في بروز هذه الظاهرة الخطيرة في المجتمعات الإسلامية .