.... هو كلام ... والسلام الريال والبارصا والرجاء ع. أبو فيصل
... قلت ذات يوم في هذا الركن إننا فريدون في هذا العالم ، وأنه لن يقدر على « قوالبنا « إلا الله...
فكل يوم يلد لنا بدعة كروية ، وفي كل يوم يطلع ما يجعلنا حقيقة تحفة هذا العالم الكروي ...
قبل يومين شاهدت على إحدى القنوات التلفزية الإسبانية صورا لرئيسي الريال والبارصا وهما يغازلان الكرة ويتفنان في النط بها كما لو كانا فعلا « كوايرية» بحق وحقيقة ، وقبل ذلك شاهدت كالديرون « باطرون « الريال وميليارديرها الكبير وهو في غرفة الملابس يعانق كتاكيت وصغار الريال الذين توجوا أبطالا لفئاتهم العمرية ، وشاهدت كيف كان أولئك الأطفال يطيرون ويغنون نشيد فريقهم أمام رئيسهم الذي لم يتمالك حاله وأعصابه فأخذ يشارك هؤلاء الأطفال الرقص والغناء...
كانت صورا « تحمق» ، تقشعر لها الأبدان ، لما فيها من معان ، ومن دروس لكل الذين مازالوا عندنا يتشدقون بأنهم يخدمون كرة القدم الوطنية ، وهم في حقيقة الأمر يهدمونها ، ويرسلونها الى دار البقاء ...
وعندما قرأت أن الرجاء عقدت جمعا استثنائيا لتبرئة ذمة السي عبد الحميد الصويري كما قيل ، ـ وهو الذي قال انه سيأتي بمشروع جديد يحمل الرجاء من حالها الحالي الي حال اخر ، بمعنى أنه يطمح مرة أخرى في الرئاسة أو في عضوية بارزة مستقبلا ، وألاشيء مما سمعناه أنه لن يعود بعدما استقال ـ ، وقرأت كيف تدخل المهندسون لرسم « خطة طريق « هذا الجمع للخروج به الى حيث أرادوا له أن يخرج للصويري كيف يتنفس ، وقرأت أن كل الذين حاولوا أن يشكلوا جبهة الرفض داخل أشغال هذا الجمع لم ينالوا إلا الفشل ليس لأنهم لم يستطيعوا أن يمسكوا الثور من قرونه وإنما لأن كبير المهندسين السي امحمد أوزال سبقهم لدق كل المسامير في الكواليس قبل عقد الجمع ، وبالتالي فان تدخلاتهم كانت بمثابة صب للماء في الرمال ، وأن حضورهم كان كعدمه ، ولا أدل على ذلك من أن التصويت على التقريرين الأدبي والمالي تم برفع الأيادي ، مع ما صاحب العملية من هرج ومرج...
كنا ومازلنا نرى في الرجاء ذلك الفريق الذي يسبق زمانه ، وذلك الفريق الذي يعول عليه الكثيرون ليكون تلك القاطرة التي بإمكانها أن تجر باقي الفرق الوطنية نحو عوالم أخرى من التقدم والهيكلة المبنية على التخطيط الكروي العلمي للمستقبل الذي لا يدع للصدفة مكانا ولا للارتجال والتناحر والتنافر وسيلة لاقبار كل المجهودات التي بذلها البعض ، وإلى هذا وذاك كنا نرى في الرجاء ذلك الفريق الذي من العار أن يترك كل تلك الجماهير التي تموت فيها تحترق وهي ترى فريقها الكبير يذوب بفعل المشاكل المختلقة ، في الوقت الذي كان بالامكان أن يكون علامة بارزة ، وماركة مسجلة في كرة القدم العربية والإفريقية...
الرجاء كانت في حاجة لجمع استثنائي صحيح ، لكن أيام كان السي الصويري قد استقال، أي يوم كانت الحال ساخنة ، ويوم كانت الرجاء في عداد المفقودين من خريطة القسم الأول ، أما وقد فلتت بجلدها « والطرح قد برد» فإن هذا الجمع كان كما لم يكن ، لأن جدول أشغاله تعدى لأن يصبح جمعا عاما عاديا بتلاوة التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما والتصويت عليهما ، في الوقت الذي تم تأجيل البت في أعضاء المكتب المسيرالى جمع عام في يوليوز المقبل...
وإذا كان السي الصويري يريد من وراء ذلك تبرئة ذمته ، فإنه كان لابد له أن ينتظر الجمع العام العادي كأيها الناس ، أما أن يدعو لجمع استثنائي تعدت نقط جدول أعماله الحدود ، فذلك حقا ما يدعو للإستغراب في فريق كبير يراد له أن يبقى هاويا في القرن الحادي والعشرين بإغماض العين عن القوانين المنظمة للجموع الإستثنائية...والتي كما نعلم لا تتضمن كل ما تضمنه جمع الرجاء....
واذا كان هذا يحدث في الرجاء فماذا تركت لباقي الفرق ؟