العاطفة الإنسانية في سيرة الرسول الاعظم العاطفة الإنسانية في سيرة الرسول الاعظم
العاطفة الإنسانية في سيرة الرسول الاعظم
قبل الحديث عن هذا الجانب المهم في سيرته(ص) نرى من المستحسن ذكر بعض النقاط وهي:
اولاً: العاطفة جزء مهم من الشخصية الإنسانية، والواقعية، وهي من أهم صفات الإسلام العامة تقتضي الاهتمام بها، وترشيدها لتتحقق الثمار المرجوة.
وهنا نجد الإمام عليا(ع) في مجال وصفه للانسجام بين مكونات الشخصية الإنسانية، وهي العقل والفكر والعاطفة والحواس والسلوك يقول: «العقول أئمة الأفكار، والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمة الجوارح» ليكشف بدقة عن جذور السلوك الإنساني الواعي.
والإسلام يعمل على تربية الإنسان في كل هذه المراحل:
أ - يقوم بتربية عنصر التعقل الغريزي في الإنسان فيدفعه للتأمل والتدبر والتعقل والبرهنة والنظر وأمثال ذلك.
ب - يؤكد على الأسلوب المنطقي للعملية العقلية مبتعدًا بها عن ما يخلّ بالنتائج من أساليب تتنافى والحوار السليم.
ج - يربّي العنصر العاطفي ويشبعه بحب أصيل لأروع محبوب وهو الله تعالى الجامع لكل ما ترغب النفس فيه من كمال مطلق، فتسمو العاطفة غاية السمو.
د - يعطي الشريعة الغراء الفطرية التي تنظم السلوك وترسم خارطة السعادة.
هـ - يربي الإرادة القوية الواعية التي تبقى أسمى من كل دافع عاطفي مهما كان متأججًا للتأكد من كون العاطفة تسير في الاتجاه الصحيح أم لا، وتحتفظ بحريتها في توجيه السلوك. وبهذه الحرية تحصل المسؤولية. فلسنا مع من يصف (الإرادة) بـ(العاطفة المتأججة) وإلا لوقعنا في (الجبرية) وهو الأمر المرفوض وجدانًا وشرعًا. ولكن يبقى للعواطف دورها المؤثر على الإرادة والسلوك. ومن هنا جاء التأكيد الإسلامي على هذه المسألة بشتى الأساليب ومنها:
1 - الأساليب التوجيهية المباشرة التي تحذّر من الأهواء الجامحة بل والطاغية، فيقول القرآن الكريم: ]أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا[ .
2 - الأساليب غير المباشرة باستخدام الأمثال والقصص التي تمجّد الذين سيطروا على دوافعهم وأهوائهم كالأنبياء والصالحين .
3 - تقديم النماذج العملية المتمثلة في سلوك النبي(ص) والقادة الذين رباهم من أهل البيت الطاهرين(ع) والصحابة الميامين(رض).
4 - دعوة المسلمين بالارتفاع بحبهم الى أسمى المستويات وهي حب الله وحب رسوله وحب أهل بيته الطاهرين وأصحابه المخلصين، وحينئذ تنتظم العواطف في منظومة رائعة منسجمة مع الفكر، وخلاقة للعمل للصالح.
ثانيًا: وتتم هذه العملية التربوية للعواطف بعد تأصيل وتعميق الإيمان بالله الجامع لكل صفات الكمال والجلال، وربط الإنسان به الى أقصى حدٍّ من جهة، وتربية تصوّره عن الكون والحياة بتأكيد قيامهما على أصول أهمها (الحق، والعدل، والحب، والرحمة) ويبقى الفكر والعاطفة يعيشان في هذه الأجواء ويكملان فيها. وتأتي سيرة الرسول وسنّته لتؤصّل هذه المعاني، وتقدم التجسيد الحسي الأمثل لها. ولشيء من التوضيح نلاحظ هذه الأصول:
أولاً - الحق سرّ الكون
ويمكننا أنّ نستنتج من مجموع ما قيل في معنى الحق أنه يعني باختصار: الأمر الواقع أو الواقعي.
ونقصد بالواقع: الموجود المتعين في الواقع الموضوعي أو العالم المستقل عن الصور الذهنية، وبالواقعي الأمر الذي يطابق مقتضيات الواقع الخارجي.
وأروع انطباق للحق هو في الذات الإلهية باعتبار أنّها بلغت من الوضوح لدى الفطرة الإنسانية بحيث عاد الإيمان بها إيمانًا بديهيًا. فأنوار الله تعالى قد غمرت الوجود فلم تعد تبصر الله تعالى في كل شيء، لذا كان هو الحق الذي لا مراء فيه والواقع الذي لا يشك فيه.
أما ما عداه تعالى من مخلوقاته وتشريعاته التي أسماها القرآن بالحق فهي – كما أرى – اكتسبت صفة الحق من وجهتين:
أ - من كونها واقعًا موضوعيًا وهذا كما نشاهده في قوله تعالى: ]يوم يقوم الناس بالحق[. فيلاحظ هنا التأكيد على الأشياء الخفية عن حس الإنسان وإعطائها صفة كونها حقًا لتركيز الإيمان بها.
ب - من كونها وجدت وفق مخطط إلهي عام للكون، كل جزء فيه ضروري لسير الحركة الكونية، ودخيل في تحقق الغاية المرجوة من الخلق التي أرادتها العناية الإلهية منذ أرادت أن يكون فكان، وفي هذا القسم الثاني تدخل كل الأشياء سواء كانت مخلوقات تكوينية أو قوانين تشريعية. يقول تعالى: )ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ( . )وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بالحق(
ثانيًا – العدل يسري في أنحاء الوجود:
رغم أن البحث الكلامي والجدل الذي دار بين الفرق الإسلامية كان ينتهي أحيانًا إلى نتائج معيّنة، يتغلب فيها أنصار العدل حينًا، وتقوى الشبهات فيغلب أنصار رفض العدل حينًا آخر، فإنَّه مما لا شك فيه لدى المسلم: أنَّ العدل – بأي معنى من معانيه – يبدأ بالعدل الإلهي بمفهومه الإجمالي الذي حدّثنا عنه القرآن الكريم، وينتهي بتطبيقاته في كل ذرة من ذرات الوجود.
فالعدل العام إذن في اعتقاد المسلم قوة أخرى وعامل قوي من العوامل المعنوية، التي تتدخل لصالح القضية العادلة في الكون… والظلم بنفسه يشكل عاملاً من عوامل الزوال والفناء، بغض النظر عن العوامل الأخرى.
ثالثـًا – الحب إطار العلاقات بين مختلف أنحاء الوجود:
ومما يعتقد به المسلم على ضوء القرآن الكريم: أنَّ هناك إطارًا رحيمًا عامًا شاملاً لكل أنحاء الوجود، وساريًا في مختلف أنواعها، فالعلاقات بين الخالق والمخلوقين يؤطرها الحب، والعلاقات بين المخلوقين المتَّحدي الهدف والمتأدبين بأدب السماء روحها الحب، وحتى العلاقة بين المؤمنين في الكون وبين أجزاء الكون التي لا تمتلك شعور الإنسان، حتى هذه العلاقة، يحكمها الحب المتبادل.
ومبررات هذا الحب واضحة تمامًا على ضوء العقيدة الإسلامية وتعاليم القرآن، فإذا بدأنا بالإطار الودي القائم بين الإنسان وربه أدركنا أروع علاقة حب تتفاوت درجاتها، من حب يقوم على المصلحة في طرف الإنسان ولكنه على أي حال حب جارف، إلى حب خالص واع يعبر عن قمة في هذا المعنى، أنّه حب الأوصياء المخلصين.
والإسلام يمتلك خاصية أنّه يبدأ بالأشياء ببداية بسيطة، كإقامة حب يقوم على ذلك الأساس المصلحي، ثم يرتفع به إلى مستوى يجعله جزءًا من كيان الإنسان. ودافعًا ذاتيًا يتحكم في سلوكه، ويوجهه لصالح القضية الإنسانية العامة.
أما الحب من طرف الباري جل إسمه، فهو وإن كان يخلق في نفوس السذج من المؤمنين نفس الإيحاءات والتصورات البشرية من الحب بين الكائنات، ولكنه في الواقع أسلوب تعبيري عن القرب من العطاء الإلهي والاختصاص بالرحمة والرضوان بصورة أكبر من ذي قبل .
والنصوص تثبت الحب لأصناف المؤمنين الواعين، من أمثال (المحسنين، التوابين، المتطهرين، المتقين، الصابرين، المتوكلين، المقسطين، الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص) والنصوص تثبت الحب بين أفراد المؤمنين )يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا(.
وتربط بعلاقة الحب بين الإنسان والطبيعة، بعد أن يشعر الإنسان بأنّ الطبيعة مسخرة له ولصالحه هو، وبعد الإيحاء إليه بأنّ يد العناية الإلهية قد باركت في الأرض أقواتها.
وقد ورد عن النبي العظيم(ص) أنه قال عندما رجع من غزوة تبوك وعندما أشرف على المدينة: «هذه طابة، وهذا جبل أحد يحبنا ونحبه».
كما عبر عن ذلك بأن «حب الوطن من الإيمان» .
وهكذا ننتهي إلى حلقة رائعة من حلقات هذا الحب، جعلها القرآن بمثابة أجر للرسالة الإسلامية، والجهود التي بذلها الرسول الأعظم في خدمة هذه الأمة، وهي حلقة ربط الأمة كل الأمة بأهل البيت الذين هم خير مؤهل لقيادتها نحو شواطئ الأمان، والذين هم سفن النجاة، وباب حطة للعالمين»: )قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى(.
وأخيرًا ننتهي إلى حلقة صغرى من حلقاتها، وهي المودة القائمة بين الزوجين: )وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّة وَرَحْمَةً(.
رابعًا – الرحمة: بها انطلق هذا الوجود الكائن
هذا المقطع المبارك يعتبر أروع مقطع جامع يعبّر عن سر العقيدة الإسلامية، فقد وردت بعض الروايات التي تركز على أنّ القرآن جمع في سورة الفاتحة، وأن سورة الفاتحة جمعت في البسملة… وعند تحليلنا لهذا المضمون لا يسعنا إلا أن نرى أنها تشير إلى : أنّ سورة الفاتحة إنما اعتبرت روح القرآن باعتبار أنها تحوي أصول العقيدة الإسلامية بصورة إجمالية، والقرآن قد أطر كل شيء تحدّث عنه في إطار العقيدة، والبسملة التي شكلت روح العقيدة تعني انطلاق كل شيء في الوجود من رحمة الله سبحانه.
وهذه حقيقة نجدها متمشية في مختلف المواضع من القرآن الكريم، معبرة عن مظهر من مظاهر الكمال في الذات الإلهية، مما خلق اعتقادًا راسخًا عند المسلم: أنه منطلق من مصدر الرحمة، ومنته إلى عالم الرحمة، وسائر في كنف هذه الرحمة، التي تتجاوز عن الكثير من موارد الانحراف التي تطرأ أحيانًا على سلوكه.. وسنجد عند استعراضنا لأثار الدعاء: الكثير من الأساليب التربوية العقائدية، التي تركز على هذا الجانب.
وفي القرآن الكريم نجد الكثير من الآيات الكريمة التي تقرن صفة العزة الإلهية بالرحمة، وتنتهي بعبارة: )إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(.
وبهذا نكون قد عرفنا القوانين الأساسية المتحكمة في الكون، وهي قوانين: (الحق والعدل والحب والرحمة)، وكلها مما تتعلق به القلوب، وتنمو به العواطف والأحاسيس.
وقد قدم الإسلام رسوله الكريم أروع مثال لهذه الحقائق وكانت سنته وسيرته تعمقها في النفوس.
الرسول الكريم أعظم مظهر لهذه المعاني
إن المتتبع لسيرته وسنته (ص) يجده بوضوح أروع تجل لهذه الحقائق، (الحق والعدل، والحب، والرحمة) ليكون بحق المتمم لمكارم الأخلاق، والرحمة المهداة للبشرية.
من الجميل أن نذكر بعض المقاطع من (نهج البلاغة) يصف فيها الإمام علي(ع) أستاذه ومعلمه ونبيه ومحبوبة رسول الله(ص) بأروع الأوصاف فيقول:
«بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) لإنْجَازِ عِدَتِهِ وإِتْمَامِ نُبُوَّتِهِ مَأْخُوذًا عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيمًا مِيلَادُهُ» ويقول عنه: «قَائِمًا بِأَمْرِكَ مُسْتَوْفِزًا فِي مَرْضَاتِكَ غَيْرَ نَاكِلٍ عَنْ قُدُمٍ ولا وَاهٍ فِي عَزْمٍ وَاعِيًا لِوَحْيِكَ حَافِظًا لِعَهْدِكَ مَاضِيًا عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ حَتَّى أَوْرَى قَبَسَ الْقَابِسِ وأَضَاءَ الطَّرِيقَ لِلْخَابِطِ وهُدِيَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ والآثَامِ».
ويصف سيرته فيقول: « سِيرَتُهُ الْقَصْدُ وسُنَّتُهُ الرُّشْدُ وكَلامُهُ الْفَصْلُ وحُكْمُهُ الْعَدْلُ »
ويقول عنه: « فَبَالَغَ ( صلى الله عليه وآله ) فِي النَّصِيحَةِ ومَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ ودَعَا إِلَى الْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ »
وكذلك يقول: «حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا ( صلى الله عليه وآله ) شَهِيدًا وبَشِيرًا ونَذِيرًا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً وأَنْجَبَهَا كَهْلاً وأَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً وأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً».
وفي موضع آخر يقول عنه: « التَّصْدِيقُ مِنْهَاجُهُ والصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ والْمَوْتُ غَايَتُهُ والدُّنْيَا مِضْمَارُهُ والْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ والْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ ... فهو لعيشك نعمة للعالمين، ورسولك بالحق رحمة»
وكذلك يقول: « طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ وأَحْمَى مَوَاسِمَهُ يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ قُلُوبٍ عُمْيٍ وآذَانٍ صُمٍّ وأَلْسِنَةٍ بُكْمٍ ».
«عبده ورسوله، ونجيبه وصفوته، لا يؤازى فضله، ولايجبر فقده، اضاءت به البلاد بعد الضلالة المظلمة، والجهالة الغالبة».
«وَلَقَدْ كَانَ ( صلى الله عليه وآله ) يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ ويَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ ويَخْصِفُ بِيَدِهِ نَعْلَهُ ويَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ ويَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِيَ ويُرْدِفُ خَلْفَهُ»
«امين وحيه، وخاتم رسله، وبشير رحمته، ونذير نقمته»
ولا أجد أروع من هذه الأوصاف، كما لا استطيع ان أفصل في مواقفه(ص) بين موقف وموقف.
والمستعرض لسيرة رسول الله(ص) يجدها ملأى بالعطف والحنان والمشاركة للأصحاب في كل الاعمال، الأمر الذي يثير الحماس فيهم وينسيهم مصاعب المسير ويدفعهم للتفاني. فقد أخبر الخليفة الراشد عثمان عن ذلك بقوله: «إنا والله قد صحبنا رسول الله(ص) في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير»([2]).
وكان(ص) يعمل مع أصحابه في الخندق عملاً شاقًا وربما صاحب ذلك الجوع الشديد.
وقد ورد عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين علي: «كنا مع النبي(ص) في حفر الخندق اذ جاءت فاطمة ومعها كسرة من خبز فدفعتها إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال(ص) ما هذه الكسيرة؟ قالت: خبزته قرصًا للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسيرة، فقال النبي(ص): يا فاطمة أما إنه اول طعام دخل جوف ابيك منذ ثلاث»([3]). ومن أروع ما في سيرته(ص) أنه كان يواجه المواقف الكبيرة مواجهة عقائدية وعاصفة تلهب الحماس في النفوس وتدفعها نحو التضحيات الجسام.
يقول الامام علي(ع) كما يذكر نهج البلاغة: « ولَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) نَقْتُلُ آبَاءَنَا وأَبْنَاءَنَا وإِخْوَانَنَا وأَعْمَامَنَا مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلاّ إِيمَانًا وتَسْلِيمًا ومُضِيًّا عَلَى اللَّقَمِ وصَبْرًا عَلَى مَضَضِ الْأَلَمِ وجِدًّا فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ.
... فلما راى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر»([4]).