أيا مراكش الحمراء يا مهجتي. يا روح الكون. ولون الحياة البهيج. وصوت الحرية القريب. يامنارة كل تائه أو يتيم. بجنباتك سورمن طين.
زينته طيور اللقلق، بلونها وعشّها الكبير، شاهدة على صلابته، رغم مرور الزمن والأزمان، وساحة جامع الفناء شاهدة ، على جمعها لمختلف أصناف الناس، هذه العين التي سقت كل ظمآن، وأضحكت كل باكي وحيران، وعلمت كل جاهلٍ كسلان. وعن بعد خطوات . نرى الكتبية بلونها الذهبي، وصومعتها التي تلوح من فوق الأفق، شامخة رغم الزمن والأعداء، تعانق السماء وتذاعب الضباب، تقبل الشمس وتضحاحك القمر، تغني مع الطيور وترقص مع الرياح. شاهدة على عصور الحمراء وعن قصور الحمراء، وجمال الحمراء. وأناسها اه لو عرفتم أناسها، طيب الكلام وحسن الضياف، إن اردت الخير فهم أصحابه. وإن أردت الحق فهم أنصاره، وإن أردت العدل فهم أعوانه، وإن سألت عن الشجعان فهم أبناء الحمراء وإذا لم تكفيك أشعاري في معرفة مراكش الحمراء، فاسأل ربيعها البهي يعطيك كل مايخطر على البال، اسأل شقائق النعمان الحمراء، أو سنابل القمح الخضراء، أو النخل الناظر إلى السماء، والمروج والجبال, والتلّ والوديان، وأشعة الشمس، وشلالات المياه وزقزقة العصافير، وصياح الأغنام، وغناء الرعاة، وموسيقى الناي، وفرحة الصغار والكبار، فلو أنك رأيت الربيع في مراكش، لخلته تاجا مرصّعا باللؤلؤ والمرجان؟ وضع فوق رأس اميرة الأحلام.