وصلت الى سوق السبت نسخة عن الرسالة المفتوحة للرئيس المصري حسني مبارك بعنوان " كفى ظلما لجماعة الإخوان المسلمين ... وآن الأوان لمنحهم حقوقهم كاملة " ، وجاء في الرسالة :
"فخامة الرئيس حسني مبارك - حفظه الله – رئيس جمهورية مصر العربية المحترم القاهرة / مصر أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، وأصلي على نبيه محمد المبعوث رحمة للعالمين، وبعد.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تابعنا في الفترة الأخيرة ما تبذلونه من جهود لا تُنْكَرْ لرأب الصدع بين الأخوة الفلسطينيين تعزيزا لوحدتهم الوطنية في وجه الاحتلال الإسرائيلي ، ودعمكم غير المتحفظ لحقهم في إقامة دولتهم المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف ... لقد كان لمصر وما يزال الدور الكبير في تعزيز التضامن العربي ، وتوحيد الصف الإسلامي من وراء مطالب امتنا العادلة وقضايانا المصيرية وعلى رأسها وفي طليعتها القضية الفلسطينية .. لا يخفى على احد ما للعلاقة القوية والمتينة والتنسيق الكامل والمستمر بين سيادتكم وبين القيادة الفلسطينية في غزة والضفة ، من أهمية قصوى في تدعيم الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهه بفعل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ، والوقوف في وجه ممارساته العدوانية وسياساته الظالمة المتجاهلة لكل القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .. لقد تحملت مصر في سبيل الدفاع عن قضايا الأمة ما تحملت من تضحيات جسام من دماء أبنائها ومقدرات شعبها ، وواجهت بسبب ذلك وفي أكثر من منعطف في تاريخها المعاصر حملات شرسة من دول الاستكبار العالمي ، فما انثنت لها قناة وما وهن لها عزم ، وبقيت شامخة في مواجهة الأعاصير العواصف والرياح القواصف تنافح عن قرارها المستقل منحازة إلى قضايا الأمة مهما كلفها ذلك من ثمن ... إن شعب مصر بهذا المعنى يستحق أن يغير النظام الحاكم فيها وعلى رأسه سيادة الرئيس مبارك ، من سياسته في التعامل مع قواه الحية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين تعزيزا للوحدة الوطنية وتحصينا لمصر وتصليبا لعودها في مواجهة الأخطار ، وذلك من خلال تبني سياسات جديدة تطوي صفحات الماضي ، وتعطي راضية غير مكرهة كل الشرائح الشعبية والتيارات الجماهيرية والروافد العبقرية الفرصة لبناء مصر سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وتكنولوجيا وحضاريا ....
فخامة الرئيس .. لا نُخفي عليك قلقنا الشديد من الممارسات التي تتحدث عنها وسائل الإعلام عشية الانتخابات المحلية المزمع عقدها في شهر نيسان المقبل ، والتي تستهدف أساسا مرشحي الإخوان المسلمين والذين وصل عدد موقوفيهم حتى هذه اللحظة 730 عضوا بينهم أغلب المرشحين المحتملين ... هذه المحاولات التي تحاول إقصاء الإسلاميين بكل الطرق غير المشروعة وغير الديمقراطية عن أن يشاركوا في بناء مصر ومستقبلها من خلال المشاركة الفعالة والممارسة السياسية الحرة ، لن تزيد أوضاع مصر إلا تعقيدا ، ولن تزيد العلاقة بين النظام الحاكم والشعب إلا احتقانا ، كما أنها لن تؤدي إلى تبخر جماعة الإخوان ، كما لم تنجح في ذلك كل المحاولات السابقة ومنذ أربعينات القرن الماضي وحتى الآن ... إن استمرار سياسة التضييق والاعتقال بتهم ( التخطيط !!!) لخوض الانتخابات أو ( حيازة!!! ) أدبيات لحركة محظورة ، وإحالة كبار القادة الإسلاميين إلى المحاكم العسكرية سيئة الصيت وغير الدستورية ، لا يمكن إلا أن يُعتبر مسا بالنسيج الوطني الإسلامي لمصر ، والذي نحرص على أن يبقى قويا متينا ، كما نعتبره مسا وبامتياز بجوهر العدالة وحرية التعبير والتنظيم الذي أصبح أوكسجين المجتمعات الديمقراطية ، والذي نتمناه لمصر ولكل الدول العربية إن أرادت اللحاق بركب الأمم المتقدة ...
سيادة الرئيس ... إن الأوضاع التي تعيشها مصر والأمة العربية والإسلامية تستدعي من سيادتكم اتخاذ قرارات شجاعة تفتح أبواب الديمقراطية الملتزمة على مصاريعها ، ومنح القوى الإسلامية والوطنية والقومية المعارضة وعلى رأسها الإخوان المسلمين ، الفرصة الكاملة في ممارسة دورها السياسي من خلال الاعتراف بحقها في التنظيم ، وتوسيع مسطح الحريات بعيدا عن قهر الأجهزة الأمنية التي ( زهقنا ) من سماع أخبارها ومتابعة ظلمها التاريخي ... إن لمصر ومنذ الثورة صفحات ليست بيضاء في تعاملها مع الإخوان ، يجب أن تعيد مصر النظر . فيها ، وإجراء مراجعات جريئة بخصوصها بعيدا عن الآراء المسبقة وبلا ( نظارات ) سوداء لطالما حصدت الأبرياء على مدى عقود من الزمان ... إن القرار الذي اتخذه الملك فاروق وحكومته الخائنة بحل جماعة الإخوان ، وبإيعاز من دول الاستكبار العالمي حينها والذي يُعتبر وصمة عار في جبين مصر ، والذي ما زال – مع الأسف – ساري المفعول حتى هذه اللحظة ، يجب أن يتغير مرة وإلى الأبد ... أرجو الله أن يمنحكم القوة على تصحيح هذا الغبن التاريخي ، وإلغاء هذا القرار الجائر، فتضيف إلى صفحاتك البيضاء صفحة جديدة سيكون لها دورها الحاسم في صياغة الحياة السياسية والحضارية لمصر لقرون قادمة ، كما سيكون لها أثرها الإيجابي الكبير على دخول أمتنا مرحلة جديدة وذلك لما تمثله مصر ، أو هكذا يجب أن يكون ، من نموذج لطالما جسد أمل الأمة وحلمها على مدى أجيال ....
فخامة الرئيس ... رأيت من المناسب في هذا الظرف أن أتوجه لسيادتكم بهذه الرسالة باسم الحركة الإسلامية في فلسطين – 1948 / إسرائيل ، وباسم كل الأحرار في فلسطين ، لما نكنه لمصر من تقدير واحترام ، ولما نراه في رفع الظلم عن الإخوان المسلمين والمعارضة بشكل عام ، من أهمية يمكن أن تكون فاتحة خير على الأمة برمتها ... داعين الله سبحانه أن يوفقكم دائما لخدمة الدين والوطن والأمة ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الشيخ النائب إبراهيم عبد الله صرصور رئيس الحركة الإسلامية – فلسطين 1948 / إسرائيل ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير البرلمانية "، الى هنا نص الرسالة كما وصل الى منتديات سوق السبت .