تعريف الاستنساخ تعريف الاستنساخ وماهيتهالاستنساخ من (نسخ) وهو الحصول على صورة طبق الأصل عن النسخة الأصلية، عن طريق زرع خلية عادية في بويضة افرغت من الكروموزوم، أي من الإرث الجيني، بحيث تصبح خلية قابلة للتكاثر عن طريق الانقسام الخليوي المعتاد، ثم ملؤها بخلية أخرى من كائن مكتمل النمو، تحمل صفاته الوراثية وزرعها في رحم أنثى بالغة.. لتأتي النتيجة جنيناً أو مولوداً مستنسخاً عن صاحب الخلية المزروعة.هذا من حيث الأساس، وقد توصل العلماء الآن الى تحقيق الاختراق في كل من الهندسة الوراثية والاستنساخ الذي يُعتبر فرعاً من فروع هذا العلم.. فأصبحوا قادرين على التحكم بالمواصفات الجينية لعدد من المخلوقات وأدخلوا عليها تعديلات أدت الى نتائج غريبة مثل (فروج بصوت فري) أو (فأرة معدلة جينياً تحمل على ظهرها أذناً بشرية قابلة للزرع في طفل فقد إحدى أذنيه..) كما توصل العلم الى استنساخ مخلوقات مثل القرود والنعاج.. وغيرها وصولاً الى الدمج بين العمليتين لانتاج (إنسان معدّل جينياً.. ثم القيام باستنساخه..) مع تغيير المواصفات الوراثية حسب الطلب.. أصبح ممكناً من الناحية التطبيقية العلمية.. ومن المعلوم في الفطرة ان لا نسخة للإنسان أصلية تتكرر بنفس المواصفات والمعايير والاشكال والخصائص بالرغم من ثبوت البصمة الوراثية في جوانب معينة.. إنما هذه البصمة الوراثية لا تغطي جوانب الخلق كله، وإنما تتماثل في بعض الجوانب، وتختلف أو تتعارض في الجوانب الأخرى..والمقصود بالاستنساخ البشري- من خلال تطبيق علم الهندسة الوراثية والتلاعب الجيني- هو إحداث نسخة بشرية من خصائص ومعايير ومكونات تشكل نسيجاً بشرياً مصطنعا للحصول على (موديلات بشرية) مختلفة ولأغراض متعددة.والاستنساخ هذا- من الجانب الميكانيكي البحت- أشبه بتجميع قطع سيارات مختلفة الصناعات والموديلات لتكوين سيارة غير متناسقة المعايير والهندسة، غير منسوبة الى أصل، سيارة فقدت هويتها وأصالتها، وإن بقيت تتحرك على الأرض وتتحرك كسيارة. لقد سقت هذا المثال لتبسيط معنى الاستنساخ ولتقريبه الى الاذهان، مع الاختلاف الكبير بين هذا وذاك.في أهداف الاستنساخبدأ التفكير في الاستنساخ كمدخل لاكتشاف علاجات لأوبئة وأمراض مستعصية.. وكان الأسبق الى ذلك عالم اسمه (إيان ويلمت) ثم تتابعت الحلقات وبرزت فكرة التحكم بـ (الكروموزومات) التي تحمل الشيفرة الوراثية لآلاف الخلايا التي يتكون منها الإنسان (عظماً، وعصباً، وعضلاً، وكبداً، ونخاعاً.. الخ) على امل ان يؤدي هذا التحكم الى إيجاد نماذج بشرية ذات نسيج معين بحسب الطلب والغرض، كاستنساخ نظراء لعباقرة، أو فلاسفة، أو جبابرة، أو شخصيات تاريخية فذة.. فالذي يهدف الى استنساخ نظائر لأينشتاين، وهتلر، وستالين، ونابليون وغيرهم يمكن ان يفكر في استنساخ للأنبياء أو الأشقياء..ومن هنا تبدأ الرحلة التي لا يمكن تحديد مدى نجاحها أو فشلها، ومدى خطرها وضررها منذ الآن.. إنما يمكن القول بأن هكذا بداية يمكن ان تفضي الى مفاجآت معاكسة للتوقعات، مؤدية الى مفاسد خلقية واجتماعية وإنسانية وصحية، والى اختلاطات كوارثية مريعة..استنساخ وتحليلإن علم الوراثة والاستنساخ لا يعدو ان يكون نمطاً جديداً ومتطوراً، ومحاولات بشرية متقدمة ضمن دائرة (تغيير خلق الله) وليست ولن تكون في كل الاحوال مستغنية بنفسها عما خلق الله. فالخلية هي جزئية من مخلوق، خلقه الله، والجينات هي جزئيات من خلايا لم يتم خلقها من العدم، وإنما تكونت من المصدر نفسه.إن هذا وذاك يجب ان يوصلنا الى مسلمة لا شك فيها، وهي ان ما يجري ضمن دائرة الهندسة الوراثية والاستنساخ ليس خلقاً بشرياً من العدم، وإنما هو تعامل وتدخل بشري في خصائص ومكونات بيولوجية موجودة، ومحددة الأدوار والوظائف أساساً
، ولا دور للإنسان في تحديد هذه الأدوار والوظائف.إن محاولة الإنسان تقع ضمن دائرة استخدام هذه الخصائص- الموجودة أساساً- ونقلها وجمع بعضها على بعض، أو الإقلال من بعضها والإكثار من البعض الآخر.. وصولاً الى (نسيج مركب) و(خلطة مصنعة) من عناصر خلقية لتحقيق أغراض معينة.