السلطات المغربية تتعهد بالقبض على السجناء الهاربين 2008-04-09
كان السجن المركزي في القنيطرة مسرحا لهروب تسعة مساجين محتجزين لتورطهم في تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية. ونزل جيش من ضباط الأمن للمنطقة لتفتيش المنازل والشوارع والقرى مع تنصيب عدة نقاط للتفتيش في أجزاء أخرى من المغرب.
حسن بنمهدي من الدار البيضاء لمغاربية – 09/04/08
[Getty Images] مشهد لسجن القنيطرة الثلاثاء 8 أبريل حيث هرب تسعة مغاربة مدانون بالتورط في تفجيرات الدار البيضاء 2003 القاتلة. الهاربون فروا من نفق حفروه بأنفسهم.
|
فر تسعة مغاربة مدانون في تفجيرات الدار البيضاء 2003 القاتلة الاثنين 7 أبريل في عملية هروب من السجن غير مسبوقة بعد أن حفروا نفقاً خارج سجنهم في القنيطرة شمال الرباط. وكان السجناء الهاربون قد تلقوا جميعهم أحكاماً بالسجن لضلوعهم بالتفجيرات الانتحارية لمايو 2003 في الدار البيضاء التي استهدفت مطعمين وفندق خمس نجوم فرح ومركز للجالية اليهودية. الهجمات أدت لمقتل 33 مدنياً.
وتم الكشف عن عملية الفرار صباح الاثنين من قبل موظفي السجن أثناء قيامهم بالتفتيش اليومي للزنزانات. وقال مسؤولون من وزارة العدل "تم اتخاذ التدابير من أجل القبض على المساجين الفارين والكشف عن المسؤول". وأضافوا أن فرقاً من المحققين يُجرون بحثا في الظروف المحيطة بعملية الهروب من السجن.
وبحسب المستنتجات الأولية للتحقيق فقد خطط السجناء للهروب على الساعة الخامسة صباحا ليتزامن مع صلاة الفجر وذلك بعد حفرهم لنفق بطول 25 مترا وبعرض متر واحد.
ومنذ يوم الاثنين، نزل جيش من ضباط الأمن إلى مدينة القنيطرة والمناطق المجاورة للتفتيش في المنازل والقرى المجاورة للسجن المركزي كما تم تنصيب العديد من نقاط التفتيش في عدة مناطق أخرى من المغرب. وتم نشر وصف للسجناء الهاربين وتم إشعار حرس الحدود حسب إعلان وزارة الداخلية.
وعرّفت السلطات السجناء الهاربين بأنهم عبد الهادي الذهبي الذي تلقى حكما بالإعدام لدوره في الهجمات الإرهابية وهشام العلمي ومحمد موهيم وعبد الله بوغمير وحمو الحسني وطارق اليحياوي ومحمد الشادلي وكلهم يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة. كما تتعقب السلطات أخوين تلقيا أحكاما بالسجن 20 سنة وهما كمال الشطبي البالغ 25 سنة ومحمد الشطبي، 35 سنة. وصرحت أختهما لصحيفة لوموند أن الشرطة أوقفت والدها أيضا الاثنين.
وقال عبد الرحيم محتاد رئيس منظمة النصير غير الحكومية التي تقدم الدعم للسجناء الإسلاميين إن كافة السجناء الهاربين ينحدرون أصلا من مدينة الدار البيضاء.
بعض المغاربة أبدوا قلقهم من هروب هؤلاء المساجين التسعة المعتقلين لتورطهم في تفجيرات الدار البيضاء لأن ذلك قد يوقظ مخاوف من حدوث المزيد من الهجمات الإرهابية.
كلود، مغربي يهودي، يشعر بأن هؤلاء الأشخاص يشكلون خطراً حقيقياً ودائماً للمواطنين. وقال "علينا أن نقبض عليهم قبل أن يقترفوا أعمال عنف لتذوق طعم الانتقام".
أحمد، عامل كراج، عبّر عن يقينه بأن السلطات ستقبض على الهاربين. "إنها مسألة وقت" حسب قوله. أما النادل رشيد فطالب بالقبض الفوري على السجناء "للتقليص من خطرهم" وطلب بفتح تحقيق في أداء مسؤولي السجن.
نجوى، مستخدمة في تحويل المكالمات في أحد البنوك، صرحت لمغاربية "الأمر قد يكون خطيرا لأن هؤلاء الرجال تلقوا عقوبات صارمة وقد يكون سبب فرارهم هو الانتقام من المجتمع".
وأضافت "إنهم فقدوا التمييز ولم يعد لديهم ما يخسرونه".
غير أن الأنباء تفيد أن السجناء تركوا رسالة تقول إنهم لن يشكلوا أي تهديد للشعب المغربي. وقبل الشروع في خطتهم، ترك الهاربون وثيقة مكتوبة في السجن تصف الأسباب التي دفعتهم للفرار.
وتشير الوثيقة إلى أنه لا جدوى من محاولة إيقاع اللوم على سجناء آخرين أو مسؤولي السجن. وجاء في رسالتهم "نحن نقول لا للظلم، لقد بذلنا كل ما في وسعنا ولكن من دون جدوى...نحن لن نؤذي أحدا إلا إذا تسبب لنا في الأذى" وختموا بالقول "نحن نريد فقط حريتنا".
وبحسب القاسمي، سجين سابق في القنيطرة "هناك سببان محتملان لنجاحهم في الفرار: الحالة المزرية للسجن وغياب تفتيش صارم للزنزانات".
وكان السجن الرئيسي للقنيطرة قد استحوذ على العناوين الرئيسية للأنباء في ديسمبر الماضي بعد فرار مهرب للمخدرات مدعو محمد الوزاني المعروف أيضا بنيني. وبعد شهر من ذلك، تلقى ثمانية من حرس السجن أحكاماً تتراوح بين شهرين وسنتين لمساعدته على الهروب.
واشتُهر السجن باحتجاز السياسيين والنقابيين وآخرين حاولوا القيام بانقلاب خلال السبعينيات من القرن الماضي. ويحتجز السجن حاليا معظم الإرهابيين المدانين. كما أنه السجن الوحيد في المغرب الذي يحتضن محكومين بالإعدام وسجناء تلقوا أحكاماً بالسجن مدى الحياة.