بشرى إيجورك مسدس لكل مواطن بشرى إيجورك مسدس لكل مواطنأطالب بمسدس لكل مواطن، مادامت الطلقات النارية لا تحدث سوى «جروح خفيفة» في الجسد والقلب والذاكرة، مسدس صغير أحمر للنساء وآخر أسود للرجال كي يدافع المواطنون عن أنفسهم كلما تطلب الأمر طلقة أو طلقتين لإنهاء شجار أو عراك أو سوء تفاهم..
وأقترح أن نضع كذلك مسدسات مائية للصغار داخل المليون محفظة التي ستوزع على الأطفال في كافة أرجاء المملكة، حتى يتدرب الأطفال على التصويب عوض التدرب على الكتابة وقراءة الحروف واحترام القوانين. وجه الوطن يتضرج حمرة أمام سلوكات شاذة لأشخاص فوق القانون وفوق كل شيء، يتمتعون بامتيازات متوارثة ومظلات أمنية وقانونية وحتى صحفية تجعل منهم بشرا غير عاديين، في بلد غير عادي لم يطو بعد صفحاته السوداء الدامية، ليفتح جروحا أخرى قد لا تندمل أبدا..
حينما لمحت صورة الشرطي الذي أغدق عليه «البطل» كرهه وحقده ورصاصته و «ركلته»، تأملته طويلا.. فالصور تمنحك لحظة ثابتة، لكنها تبعث بداخلك أحاسيس متحركة ونابضة..
شرطي في بداية حياته يقوده واجبه وضميره المهني وحظه العاثر إلى زوج الأميرة «البطل» ليجرحه بلسانه قبل أن يصيبه بطلقة من سلاحه ويدوسه بحافريه..
إنه مشهد درامي قوي لن نراه في أي فيلم من الأفلام المبرمجة في القناتين لجموع الصائمين، وسيصبح المشهد في أوجه ليتحول إلى مأساة بعد قصاصة وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية والتي دافعت عن «البطل» ووصفت جروح الضحية بـ«الخفيفة» وكأن اختراق رصاصة لجسد يحدث خدش الشوكة باليد..
إنها الكوميديا السوداء، والتي لم نر مشهدا لها ببرنامج يدعى «كوميديا» يذاع هذه الأيام، إنه الضحك على الذقون والآذان التي تسمع والعيون التي ترى والقلوب التي مازالت تنبض حبا لهذا الوطن الجريح المستباح. الاعتداء على رجل الأمن «طارق» إهانة لكل المغاربة والتغاضي عن هول ما أصابه ضربة قوية موجعة «وليست خفيفة» لكل الجسد الأمني ولرجاله ونسائه الشرفاء، وتنكيلا بتلك البذلة التي مازالت تشعرنا أننا ببلد آمن، متسامح، هادئ ونزيه..
إحساس عميق بالألم تلمحه في وجوه المغاربة في أي مكان ترتاده بعد هذه الحادثة المشؤومة، وشعور غامر بالأسى والدونية والاحتجاج الصامت تلمسه بعد صدور القصاصة الرسمية، وترقب حذر ومرير لنهاية الفيلم.. تلك النهاية المأساوية التي نعرفها مسبقا، لأننا تعودنا على مشاهد مماثلة أبطالها أغنياء بأمراض مختلفة يصولون ويجولون ويخربون وطنا يعتبرونه ملكهم الخاص..
لذلك وحماية لأنفسنا منهم وممن يحموهم.. مازلت عند طلبي.. مسدس لكل مواطن..