جثة امرأة تعود إليها الحياة بمستودع للأموات بمستشفى الغساني بفاس جثة امرأة تعود إليها الحياة بمستودع للأموات بمستشفى الغساني بفاس علم من مصدر طبي مطلع أن مستشفى الغساني بفاس عاش يوم الثلاثاء 02 دجنبر حدثا شبيها بإحدى لقطات «أفلام هيتشكوك»، وذلك حين تم اكتشاف جثة امرأة بمستودع للأموات على قيد الحياة لحظة حضور أهلها لاستلامها ونقلها إلى مثواها الأخير، حيث أصيب أهل المرأة الميتة/الحية بالذهول إلى درجة أن الجميع ممن وجدوا تلك الأثناء بمستودع الأموات، راحوا يتدافعون وهم يركضون خارجا من شدة الفزع والخوف من الجثة التي لم تعد هامدة، فيما سارع الأطباء والممرضون بالمستشفى، فور تلقيهم الخبر، إلى نقل الجثة المتحركة إلى قسم المستعجلات وإخضاعها للعناية الطبية المركزة في محاولة من الأطباء لإصلاح ما أخطأت فيه زميلتهم الطبيبة المقيمة بقسم الإنعاش والتي عاينت هذه السيدة لحظة إحضارها إلى المستعجلات بعد أن تعرضت لحادثة سير يوم الاثنين فاتح دجنبر بحي النرجس حوالي الثامنة والنصف ليلا وهي في حالة غيبوبة كاملة، وبعد معاينتها بالكشف السريري، تبين للطبيبة أن السيدة فارقت الحياة، فأمرت بناء عليه بإيداع الجثة في مستودع الأموات، فيما تسلم أهل الهالكة شهادة بالوفاة لإتمام إجراءات نقل الجثة خارج المستشفى.
وفي صباح يوم الثلاثاء 2 دجنبر الحالي، حج أهل الهالك إلى مستشفى الغساني في انتظار حصولهم على الإذن بنقل الجثة، إلى أن سمح لهم بعد منتصف النهار بالدخول إلى مستودع الأموات لإلقاء نظرة أخيرة على قريبتهم المتوفاة، وهنا فوجئوا بأن هذه الأخيرة لاتزال على قيد الحياة، حيث يبدو - بحسب قول أحد من أهلها - بأنها تمكنت من الخروج من غيبوبتها لتقضي ليلة الاثنين وصباح الثلاثاء وهي تئن بمستودع الأموات دون أن تجد من يغيثها حتى بعد منتصف يوم الثلاثاء لحظة اكتشافها لتفارق الحياة من جديد بقسم المستعجلات ساعات قليلة عن محاولات الأطباء لإنقاذها، لكن عامل الوقت كانت له كلمته الحاسمة في الإجهاز على أنفاسها الأخيرة التي بددت بصيص الأمل الذي راود أهلها وهم يسحبون فلذة كبدهم حية ترزق خارج مستودع الأموات، ليعيدوها إليه من جديد وقلوبهم مدماة ، جريحة من هول ما عاينوه من لحظات درامية عاشوها برفقة ابنتهم زهور البالغة من العمر 43 سنة، مطلقة وأم لطفلة.
وإلى ذلك أفاد مصدر أمني مطلع أن النيابة العامة دخلت على الخط لمعرفة ملابسات «ثنائية الموت والحياة» التي أثارتها قضية هذه السيدة التي أشعل حولها أهلها ضجة كبيرة برحاب مستشفى الغساني، احتجاجا على ما أسموه بنظام اللامسؤولية المنظمة و الاستهتار الذي تجابه به حيوات ممن كتب لهم ولوج دهاليز هذا المستشفى الجامعي، الذي تحولت أقسامه إلى مجمع للأموات بعد أن فضل رؤساء الأقسام ترك الحبل على الغارب للأطباء المتدربين والذين يشكون بدورهم من ظروف اشتغالهم، الشيء الذي أعاد إلى الواجهة من جديد مصداقية الإجراءات الإدارية المشددة في المستشفيات والمراكز الصحية بالمغرب، والتي سبق وأن أقرتها الاجتماعات الماراطونية لوزيرة الصحة بعد الأوضاع الكارثية التي عاشتها وتعيشها المرافق الصحية، والتي طرحت حينها مجموعة من الأسئلة حول مسألة العناية الطبية المركزة الواجبة، وغياب الضمير المهني لدى بعض موظفي القطاع ببلادنا.