المتهم للقاضي: واش أنا مونيكة باش ضحك عليا امرا المتهم للقاضي: واش أنا مونيكة باش ضحك عليا امراتنظر غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في قضية متهم متابع بتهمة القتل العمد.
ورغم أن هذه القضية تتشابه في مضامينها مع كثير من القضايا التي تعج بها رفوف المحاكم.
إلا أن الغيرة هي المتهم الرئيسي في هذه القضية وربما الغيرة هي مظهر لشيطان أحمق يعيش داخل الزوج الذي شاءت الظروف أن يقضي مدة طويلة من حياته مسلوب الحرية، بعد أن أدلى بتصريحات غريبة أثناء مثوله أمام رئيس هيئة المحكمة بالدارالبيضاء..
جريمة بشعة ارتكبها زوج لم يمض على زواجه سوى خمسة أشهر، والضحية لم تكن إلا شريكة حياته، التي كانت حاملا في شهرها الثاني.
الغيرة هي المتهم الرئيسي في هذه القضية، وربما الغيرة هي مظهر لشيطان أحمق يعيش داخل الزوج، الذي كان يغار على زوجته من كل شيء وكان عنيفا في غيرته عليها.
عاد الزوج الذي لم يتجاوز بالكاد عقده الثالث إلى منزله الكائن بدرب السلطان بالدارالبيضاء بخطوات متثاقلة، نظر إلى جاره الذي كان يستعد للذهاب لعمله وألقى عليه تحية الصباح بكلمات متلعثمة أثارت دهشة الجار الذي استفسر منه عما به فأكد له الزوج أنه مرهق قليلا، ثواني قليلة أخرج مفتاح شقته من جلبابه وحين خطا بقدميه للداخل أطلق صرخات مدوية هزت هدوء الصباح الباكر الذي كان ينعم به الحي في ذلك الوقت، تجمع الجيران على صراخ الزوج وسرعان ما امتلأ المكان بالصغير قبل الكبير، إضافة إلى أسرة الزوجة، هذه الأخيرة التي كانت ترقد في الشقة مصابة بطعنات قاتلة وغارقة وسط دمائها..
انتقلت عناصر الشرطة القضائية إلى مكان وقوع الحادث، وبعد المعاينة تبين أن الضحية تعرضت لطعنة قاتلة على مستوى القلب، كما تبين أن الزوجة الشابة التي لم يمض على فترة زواجها سوى خمسة أشهر، اختفت حليها الذهبية وخاتم الزواج من يدها، ووجدت ملابسها مبعثرة داخل الشقة.
المعلومات الأولية التي حصلت عليها عناصر الشرطة القضائية، كانت تشير إلى ارتكاب الجريمة بدافع السرقة، إذ وجدت عناصر الشرطة العلمية آثار أقدام في بهو الشقة..
قبل زواجهما ارتبطا بعلاقة مودة، إلا أنهما في الفترة الأخيرة نشبت خلافات بينهما بسبب غيرته الشديدة عليها، وحسب التحريات، فإن الزوجة تتمتع بسمعة طيبة بين أهل الحي، لكنها كانت دائمة التردد على بيت أسرتها ما كان يثير غضب الزوج.
أعادت الشرطة القضائية معاينة مكان الحادث، وتبين أن هناك قبوا صغيرا جرى حفره بتقنية عالية، كما تبين وجود أثار حفر حديث، قام رجال الشرطة بهدم الحائط، لتظهر المفاجأة، الحلي الذهبية وخاتم الضحية، بالإضافة لسكين من الحجم الكبير استعمل في الجريمة.
أعادت عناصر الشرطة القضائية الاستماع من جديد لزوج الضحية، الذي انهار باكيا، وطالبها بالعمل على كشف قاتل زوجته. دموع الزوج لم تكن كافية لرفع التهمة عنه، لأن البصمات كشفت ما لم يكن في الحسبان، صرح رجال الشرطة للزوج بأن البصمات التي توجد على أداة الجريمة جاءت مطابقة لبصماته، هذا الأخير الذي لم يجد بدا من الاعتراف بكل تفاصيل الجريمة.
وقف أمام رئيس هيئة المحكمة بجسده الآيل للانهيار، وملابس سرقت منها ألوانها الطبيعية، يبدو من الوهلة الأولى معتوها لا يستطيع الكلام أو الإدلاء بتصريحاته، داخل قاعة المحكمة التي كانت ممتلئة عن آخره في ذلك اليوم الذي افتتح به القاضي ملفاته بجريمة قتل ارتكبها شاب مثل أمامه دون أن تبدو على محياه ملامح الندم.
بعد التعرف على المشتبه به من خلال الأسئلة الروتينية التي اعتاد القاضي توجيهها لجميع المتهمين، رفع رأسه نحوه ودون مقدمات سأله:
عاود لينا آش طرا بينك وبين مرتك؟
المتهم: هاديك السي القاض عمري ماشفتها دخلات للدار بكري، ديما كانت كتكولي
كنمشي عند مي ولكن أنا كنت عارفها كتمشي تقسر وتجي دوز بيا أنا الوقت..
القاضي: فايت شفتيها شي نهار مع شي واحد؟
المتهم :كون شفتها مع شي واحد غنقتلها هي وياه ونهار رتاكبت الجريمة ماباتتش فالدار وما خليت فين قلبت عليها مالقيتهاش، وملي جات صفيتها ليها واش أنا مونيكة باش ضحك عليا امرا.
القاضي: فين خزنتي أداة الجريمة والذهب ديال الضحية؟
المتهم: حفرت حفرة صغيرة فالكوزينه ودفنت فيها الموس والذهب باش البوليس ما يعرفونيش أنا اللي قتلت حيت مانستاهلش نتشد على وحدة فحال هاذيك.
رفع القاضي رأسه نحو المتهم الذي غطت الدموع وجهه، بعد أن فقد صموده في لحظة ضعف، لم يستطع إخفاءها أمام كل الحاضرين في القاعة الذين تأثروا للمشهد.
أعلن القاضي عن النطق بالحكم في القضية بعد المداولة، وأشار لحارس الأمن بمرافقة المتهم إلى المكان المخصص للمتهمين، وملامح الاستغراب بادية على محياه، قبل أن يمسك بملف آخر ربما يكون أقل إثارة من الملف الذي وضعه جانبا..