الأبقار.... و الإحتباس الحراري أكبر مصدر لغازات الإحتباس الحراري في البرازيل
الأبقار، خطيرة كالسلاح النووي والحروب والتغيير المناخي
بقلم ماريو أوسافا/وكالة انتر بريس سيرفس
Credit: Nasseem Ackbarally/IPS
ريوم دو جانييرو, ديسمبر (آي بي إس) - لابد من إعطاء الأبقار نفس درجة الأولوية المعلقة علي الأسلحة النووية والحروب والتغيير المناخي، فتمثل تربية الماشية في البرازيل أكبر مصدر لغازات الإحتباس الحراري، وأكبر سبب لزوال أربعة أخماس الغابات الأمازونية وحرق ثلاثة أرباع الغابات والنباتات، ناهيك عن إنبعاثات غاز الميثانو أثناء عملية الهضم.
هذا هو رأي الناشط البرازيلي جواو ميريليس فيليو، مؤلف كتابين عن غزو الغابات الأمازونية، ورئيس معهد بيابيرو، والناشط في تطبيق سياسة التنمية المستدامة والإجتماعية في الأمازونية. وإشتكي الخبير في حديثه مع وكالة انتر بريس سيرفس من أن هذه القضية البالغة الأهمية غير واردة علي قائمة أولويات العالم.
وشرح ميريليس أنه لا يمكن تصديق الوعود البرازيلية بخفض إنبعاثات الغازات الملوثة، لأنها تستند إلي سياسة وقف زوال الغابات ولكن دون معالجة السبب الحقيقي ألا وهو أنشطة تربية الماشية المكثفة. وبهذا، تحمل البرازيل إلي قمة التغيير المناخي في كوبنهاغن أرقاما وأهدافا غير حقيقية وغير واقعية.
لكن جوسيه ميغيز، منسق اللجنة الوزارية البرازيلية المعنية بالتغيير المناخي، أعرب لوكالة انتر بريس سيرفس عن رأي مختلف تماما، مؤكدا أن أنشطة "التربية والإنتاج في قطاع الماشية ليست هي المسئولة الأكبر عن إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري في البرازيل"، وإنما "التغييرات الواقعة في أسلوب إستخدام الأراضي والغابات"، بما يشمل زوالها.
ومع ذلك، فالواقع أن أراء ميريليس ومواقفه التي أعتبرت إنفرادية منذ سنوات، قد تلقت دعما قويا مؤخرا من قبل 10 باحثين من جامعات مؤسسات حكومية مختلفة في البرازيل، يقدورن أن علي الأقل نصف الغازات المضرة بالمناخ في البلاد في الفترة 2003-2008 كانت ذات صلة بتربية الماشية.
فقد حذرت دارسة عنوانها "تقديرات إنبعاثات غازات الإحتباس من أنشطة تربية الماشية"، عرضت علي قمة كوبنهاغن السبت 11 ديسمبر، من أن السلطات وبعض الخبراء قد أساؤا تقييم الأسباب الكامنة وراء التلوث البيئي.
فتقتصر الدراسات والوثائق الرسمية علي ثلاثة مصادر رئيسية وهي زوال الغابات، حرق الغابات والمراعي، والتخمر المعوي للأبقار، مع السهو عن عوامل أخري مثل تدهور المراعي وغذاء الحيوانات والنقل والتصنيع.
وأفاد ميريليس أن الأمازونية البرازيلية، حيث إقتصر عدد الأبقار علي مليون واحد في 1970، تأوي الآن 80 مليون بقرة، وهذا دليل علي علاقاتها بواقع زوال الغابات في العقود الأخيرة.
كذلك فيبلغ عدد الأبقار في مختلف أنحاء البلاد نحو 200 مليون بقرة، أي بمعدل بقرة مقابل كل مواطن برازيلي، تشغلن ربع مساحة الدولة وثلاثة أضعاف الأراضي المزروعة.
بيد أن هذا المشكلة لا تقتصر علي الأمازونية أو البرازيل دون غيرها، فهي مشلكة عالمية. فتقدر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن المواشي تشغل 40 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية، وفقا لبيانات ميريليس.
كما تستهلك أبقار العالم، التي يتجاوز عددها 1,200 مليون بقرة، كمية من الغذاء تفوق إستهلاك 6,800 مليون نسمة، علما بأن نصفهم لا يتناولون اللحوم ومنهم مليون نسمة لأسباب دينية والبقية جراء عدم كفاية الدخل لشرائها، وفقا للخبير البرازيلي.
وأكد ميريليس عدم قابلية التوجه المتصاعد في العالم نحو زيادة إستهلاك لحوم الأبقار للإستدامة، وخاصة في الصين حيث ما زوال يقتصر إستهلاك الفرد منها علي ستة كيلوغرامات في السنة مقابل 36 كيلوغراما في البرازيل وأكثر من 60 كيلوغراما في الأرجنتي.
وأشار إلي أن الأبقار هي من فصيلة الحيوانات الناهبة بيئيا وإجتماعيا، فضلا عن كونها مصدرا غير فعالا للبروتين، فتستهلك ثمانية كيلوغرامات من العلف مقابل إنتاج كيلوغراما واحدا من اللحم.
وبيئيا، يقدر قطاع الزراعة وتربية الماشية في البرازيل أن مساحة المراعي المتدهورة قد بلغت 70 مليون هكتارا، بالإضافة التي أضرار أخري كالتأثير علي أحوال التربة والترسيب في الأنهار والزحف علي الغابات، حسب ميريليس، الذي شرح أيضا التداعيات الإجتماعية مثل النزاعات علي الأرض وأحوال العمالة الإستعبادية والإفراط في ملكية الأراضي بسبب الرعي.
وأخيرا، شدد ميريليس علي ضرورة خفض عدد الأبقار خفضا جذريا في البرازيل والعالم، مع نشر التوعية بالتقليل من إستهلاك اللحوم البقرية. كذلك علي أن البرازيل، بإلتزامها بتقليص معدل زوال الغابات بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2020، يجب أن تضع مشكلة تربية الأبقار علي أجندة المفاوضات المناخية.(آي بي إس / 2009)
أسئلة وأجوبة
مخاوف أن يكرر التاريخ ما حدث مع شاه إيران : ماذا لو إنقلبت حمي تسليح الخليج ضد واشنطن؟
"محادثات مع الإرهابيين" للكاتب رييس إرليخ : "ليست هناك أي حرب على الإرهاب"
مقابلة مع الخبير التشيكي البارز توماس كاراسيك: "أوروبا الشرقية لا تريد تحرير العالم من الأسلحة الذرية"
مقابلة مع "داني الأحمر" زعيم ثورة مايو 1968: “لا مفر من تخضير الإقتصاد"
مقابلة مع رئيس إيران السابق أبو الحسن بني صدر: “لو كشف موسوي أسرار النظام..."
المزيد >>
تحقيقات خاصة
قمة المناخ في المكسيك: "المرأة، في الخطوط الأمامية لجبهة التغيير المناخي"
بعد 15 عاما من النقاش والتفاوض: شلل أممي في تعريف مفهوم "الإرهاب"
قبل إنعقاد مجلس الشيوخ الجديد بغالبية الحزب الجمهوري: أوباما يرضخ لكل شروط الجمهوريين مقابل معاهدة "ستارت"
عدد المهاجرين سيتجاوز 400 مليونا : العالم كله، ساحة للهجرة
التنمية : ساعة أفريقيا تدق بالبفعل
المزيد >>
أصوات الشعوب
قمة المناخ في المكسيك: "المرأة، في الخطوط الأمامية لجبهة التغيير المناخي"
عدد المهاجرين سيتجاوز 400 مليونا : العالم كله، ساحة للهجرة
التنمية : ساعة أفريقيا تدق بالبفعل
الحكومة المصرية تعّدل المناهج الدراسية: ممنوع شرح الجهاز التناسلي للبنات والصبيان!
أفريقيا: رجال الكنيسة، عقبة ضخمة علي طريق منع وفيات الأمهات
المزيد >>
للاتصال بنا | RSS
جميع حقوق النشر محفوظة © آي بي إس © 2010 IPS-Inter Press