أدانت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا متهما متابعا بجناية الاغتصاب بـ 10 سنوات سجنا نافذا.
المشتبه به متعدد السوابق العدلية وأقدم على جريمته مباشرة بعد خروجه من عالم ما وراء القضبان بأسابيع قليلة.
تفاصيل قضية متهم فقد وعيه وأقدم على جريمة بشعة اهتزت لها سكان فاس.
حضر رجال الأمن إلى عين المكان، ومن دون أي مقاومة استسلم «عبد المجيد» وقدم نفسه إلى عناصر الشرطة، بعد أن رمى السلاح الأبيض والعصا اللذين كان يلوح بهما في يديه ويهدد الأشخاص القريبين منه، جرى إيقافه وهو ما يزال هائجا نتيجة غلوه في شرب كحول شديدة القوة، كانت ملامح التخدير بادية عليه من خلال اللعاب الذي يتطاير من فمه والاحمرار
الذي كان يعلو عينيه وفقدانه للتوازن وتلعثمه في الكلام ورائحة (الكحول) التي كانت تفوح منه من مسافة بعيدة. لذلك، كان لزاما وضعه تحت الحراسة النظرية، بعد نقله إلى مخفر الأمن، إلى حين استرجاعه لوعيه قصد الاستماع إليه... كانت هذه هي نهاية متهم بالاغتصاب أرعب سكان فاس، لأنه عرف في الأوساط الشعبية بسلوكاته الإجرامية اللامتناهية.
لم تنفع السنوات الخمس التي قضاها "عبدالمجيد" وراء القضبان في السجن المدني بوركايز بفاس، بتهمة تكوين عصابة إجرامية وتنفيذ عدة عمليات للسرقة والتهديد والضرب والجرح، في إعلان توبته ورجوعه إلى الطريق القويم، إذ سرعان ما عاد إليه، بعد أن أدين بعشر سنوات سجنا نافذا بتهمة اغتصاب امرأة متزوجة في عقر دارها بواسطة العنف.
لم يكتب لحياة هذا الشاب أن تستقيم بعد خروجه من السجن، إذ تواصلت انحرافاته الشاذة وسلوكاته الإجرامية، وفي لحظة هيجان، بسبب مفعول الكحول والمخدرات التي كان يستهلكها بنهم شديد، لم يشعر المتهم بفداحة ما فعله، حينما هاجم جارته التي تقيم رفقة أبنائها الصغار، في غياب زوجها، الذي يشتغل بعيدا عنها. اقتحم عليها مسكنها في واضحة النهار، وقام بالاعتداء عليها بالضرب والتنكيل، قبل أن ينقض عليها كالوحش، فقام باغتصابها تحت أنظار أبنائها الصغار الذين لم ينفع صراخهم ولا
استغاثاتهم في تليين مشاعر الجاني، وهي الجريمة التي دفعت السكان المجاورين إلى الاتصال برجال الأمن الذين حضروا فورا وألقوا القبض على المتهم، حينها لم ينفع الندم "عبد المجيد" في الاعتذار لجارته، اعتبارا للجريمة التي اقترفها بشكل وحشي، مثلما لم يحل الندم دون عودته مجددا إلى السجن بعد أسابيع معدودة عن مغادرته، بعد أن أدانته غرفة الجنايات بفاس بخمس سنوات سجنا نافذا بتهمة الاغتصاب المقرون بالضرب والجرح والاعتداء على حرمة الغير.
عندما بدأت الضحية تسترجع بعض عافيتها، انتقل رجال الأمن المكلفون بالتحقيق إلى المستشفى الذي تتلقى به الإسعافات الأولية، حيث أكدت "ربيعة" عند الاستماع إليها أنها فوجئت وهي داخل منزلها بعد زوال ذلك اليوم بالمتهم يقتحم عليها باب بيتها، بعدما تركته مفتوحا على غير عادتها، لقد كانت برفقة أبنائها الصغار الذين لا يتجاوز البكر منهم ست سنوات، في غياب والدهم الذي يعمل مستخدما في مدينة مكناس.
وعلى حين بغتة، طوقها بسكين كبير الحجم، وضعه على عنقها مهددا إياها بالقتل إن لم تمكنه من مبلغ مالي يشتري به مستلزمات تخديره وإدمانه. وبحكم حالة التخدير الحادة التي كان عليها، حاولت عبثا استعطافه والتوسل إليه بأن يدعها، لكن الجاني لم يول اهتماما لتوسلاتها وأصر على النيل منها، حينها شرعت تصرخ صحبة ابنها، ما جعله يعرضها في تلك الأثناء للعنف بالضرب والتنكيل بواسطة "قبضة" سكينه،
قبل أن يسقطها أرضا وهي مغمى عليها، ويقوم على إثر ذلك بتجريدها من جزء من ثيابها ويمارس الجنس عليها بشكل شاذ تحت أنظار أبنائها، الذين لم يصدقوا في تلك الأثناء ما يحدث لوالدتهم، ولا وجدوا الحيلة لإنقاذها سوى الصراخ والعويل.
لم يكن "عبد المجيد،" الذي لا يتجاوز عمره 28 سنة، وله عدة سوابق قضائية في السرقة والضرب والجرح، في حالة طبيعية وهو يلوح في الهواء بسلاح أبيض وعصا كان يتسلح بهما ، مهددا كل من اقترب منه بالانتقام. كان الجاني يسب الجميع ولا يتوانى في الاعتداء على كل من احتج على سلوكه من الأشخاص الذين تدخلوا وحاولوا إنقاذ جارتهم من بين يديه اللتين فتكتا بالأم البريئة أمام أنظار أبنائها الصغار، صراخ الضحية واستنجادها
بجيرانها تسرب إلى كل الآذان، ما حول بيتها إلى ما يشبه مسرحا بشريا لمعاينة الواقعة، من دون أن تكون للعشرات من الأشخاص الجرأة للتدخل، بالنظر إلى خوفهم من رد فعل عنيف من قبل "الجاني" الذي عرف في الحي بتصرفاته الطائشة والإجرامية.
خلال التحقيق معه، تقدم ثلاثة مشتكين وشاهدان إلى المصلحة نفسها، واضعين رهن إشارة رجال الأمن شكايات يتهمون فيها المعني بالضلوع في سرقتهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض واغتصاب امرأة باستعمال العنف. ولأجل ذلك، كان لابد من الاستماع إليهم في الموضوع نفسه. خلال الاستماع إليه في محضر رسمي، حاول الجاني، بعد أن استرجع توازنه، إنكار التهم الموجهة إليه، معتبرا أنه لم يقم بمهاجمة امرأة ولم يمس أي أحد بالأذى، لكنه اعترف بالمقابل بأنه يفقد توازنه وذاكرته كلما شرب
الكحول وتناول المخدرات. لم تكتف مصالح الأمن بالاستماع إلى الضحية، التي أرفقت شكايتها بشهادة طبية تثبت مدة العجز في ثلاثة أشهر كاملة، وأفادت بضياع سلسلة عنقية من الذهب منها لما كان المتهم بصدد الاعتداء عليها، بل استمعت أيضا لزوجها الذي كان موجودا بمكناس.
وبمواصلة إجراءات البحث، والاستماع إلى عدد من الشهود الذين عاينوا الواقعة، اعترف الجاني في محاضر الضابطة القضائية باقترافه جريمة الاغتصاب في حق امرأة متزوجة في عقر دارها، بعد أن كان هدفه منها هو الحصول على النقود الكافية لاقتناء حاجياته من الكحول والمخدرات، كما اعترف أيضا بسلبه ممتلكات الغير عن طريق العنف.