في تحد جديد لمشاعر المسلمين في العالم ، أعادت كبرى الصحف الدنماركية اليوم الأربعاء نشر رسوم مسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم).
مسلمو العالم يرفضون اعادة نشر صور الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)
وحسبما ذكرت قناة "الجزيرة" الإخبارية ، زعمت الصحف إن إعادة نشر الرسوم يأتي تضامنا مع رسام الكاريكاتور في صحيفة "يلاندز بوستن" كورت فيسترجارد بعد اعتقال ثلاثة اشخاص يشتبه في تخطيطهم لاغتياله في منطقة آرهوس (وسط الدنمارك) .
وفيسترجارد هو رسام الكاريكاتير في صحيفة "يولاندس بوسطن" التي كانت أول من نشر الرسوم في سبتمبر/ أيلول 2005 ، ثم أعيد لاحقًا نشرها في نحو 60 مطبوعة ، مما أثار موجة من الاحتجاجات حول العالم.
وتعرضت ثلاث سفارات دنماركية لهجمات وسقط نحو 50 قتيلا في أعمال شغب فى الشرق الأوسط وآسيا. ومنذ ذلك الوقت أدين العديد من الشبان المسلمين في الدنمرك بالتآمر لشن تفجيرات احتجاجا على الرسوم.
ومن جانبها ، قالت إليزابيث كنودسن، رئيسة تحرير برلنسجكي ثالث أكبر الصحف الدانماركية: "من الواجب علينا أن نرسل رسالة واضحة لكل من يحمل أفكارًا مثل هؤلاء الذين فكروا في استهداف الرسام فيسترجارد".
كما أعلن تيور سايدنفان رئيس تحرير صحيفة بوليتكين إن الصحيفة نشرت الرسوم اليوم كجزء من تغطيتها للاعتقالات التي تمت في مدينة آرهوس.
وكانت الشرطة الدنماركية أعلنت أمس الثلاثاء أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص تونسيين اثنين ومغربياً يشتبه في أنهم كانوا يخططون لقتل أحد رسامي الكاريكاتير الدنماركيين . وقالت السلطات إنها سترحل التونسيين إلى خارج الدانمارك في حين ستجري تحقيقات مع المتهم الثالث بتهمة انتهاكه قوانين مكافحة الإرهاب وستطلق سراحه في انتظار نتائج التحقيق.
وأفاد رئيس جهاز المعلومات في الشرطة ياكوب شارف في بيان ان "الجهاز نفذ عملية في منطقة آرهوس بالتعاون مع شرطة البلدة لمنع عملية قتل على ارتباط بالإرهاب". وأوضح جهاز المعلومات في الشرطة انه تم احباط المخطط "بعد عملية مراقبة طويلة".
وفي سياق متصل ، أعرب رئيس الوزراء الدانماركي أندرياس فوغ راسموسن عن بالغ قلقه عقب اعتقالات آرهوس صباح الثلاثاء. ورفض راسموسن في بيان التعليق على القضية، واكتفى بالقول إنه علم بالقضية من الشرطة التي "جاءت لوقف عملية قتل لدافع إرهابي".
من جانبهم أعرب قادة الجالية الإسلامية في الدانمارك عن تخوفهم من أن تترك الاعتقالات آثاراً سلبية على العلاقة بين المسلمين والمجتمع الدانماركي، وأن تفجر إعادة عرض الرسوم المسيئة للرسوم الكريم مشاعر الكراهية والبغض بين الطرفين.
ونقلت قناة "الجزيرة" عن قاسم سعيد أحمد أحد قادة العمل الإسلامي في الدانمارك إدانته جميع الأعمال الفردية التي تخرج عن النطاق القانوني, داعياً المسلمين في البلاد إلى ضرورة احترام القانون.
وقال:" إن المؤسسات الإسلامية في الدانمارك بذلت قصارى جهدها للرد بالطرق السلمية والمشروعة على الرسومات المسيئة".
وأضاف "لقد استخدمنا كل الطرق القانونية لمواجهة الإهانة التي تعرضنا لها" وشدد على أن المسلمين في الدانمارك شريحة من شرائح المجتمع ومواطنون يحترمون القانون الدانماركي، ويلجؤون إليه عند شعورهم بالإهانة أو الظلم. ودعا أحمد المسلمين في الدانمارك والجاليات الإسلامية فيها إلى التحلي بالصبر والتعامل بعقلانية مع أي استفزاز قادم.