غوغل يستنفر الأجهزة العسكرية في أمريكا بسبب الثورة في المغرب! غوغل يستنفر الأجهزة العسكرية في أمريكا بسبب الثورة في المغرب! /هبة بريس
ربما وجد «غوغل أورث» صعوبة في أن يتبين طبيعة ما يجري في المغرب أيام العيد. حركة غير عادية في جميع مناطقه، ذهاب وإياب بين هذا المكان والآخر، آلاف المواطنين مجتمعون في هذه الأسواق وتلك، سير في جميع الاتجاهات داخل المدن وعلى الطرقات الرئيسية والثانوية، حافلات محملة بالبضائع والراكبين تجوب البلاد طولا وعرضا، حركة هجرة كثيفة من الدار البيضاء نحو جميع الاتجاهات، وحركة أخرى في الاتجاه المعاكس... كثيرة هي المظاهر المتغيرة، التي ستجعل عين «غوغل أورث» لا ترى الأشياء كما اعتادت رؤيتها.
سيعلن الموقع حالة الطوارىء بين أجهزته، وسيعبىء جميع الحبال والألياف والأقمار؛ سيدعو جميع أعوانه إلى التركيز على المغرب وترك الصين وروسيا والدول المارقة حتى يفكوا هذا اللغز. فالمفاجآت، اليوم، باتت تأتي من الدول الصغيرة والجماعات متعددة الفروع في العالم، وإلا ما كان شبان من بلدان متفرقة استطاعوا أن يوجعوا أمريكا العظيمة في الصميم ويهشموا كبرياءها كما لم يفعل أحد في السابق.
سيشغل «غوغل أورث» الزوم، ويزيد في التدقيق أكثر حتى يتبين الحقيقة، كل الحقيقة. سترتعد أجهزة الأمن في أمريكا، وستظن أن شيئا ما يقع في العاصمة الاقتصادية للمغرب، التي عهدها الموقع عامرة بطاكسياتها الحمراء والبيضاء وبمواطنيها المهرولين في جميع الاتجاهات، وبصفاء سمائها... شيء ما قد يكون بداية لتحول تاريخي، وربما جغرافي، كما فعلت أمريكا في العراق وغير العراق، وكما فعلت بريطانيا في فلسطين وغير فلسطين، وكما فعلت فرنسا في إفريقيا وغير إفريقيا وكما فعل آخرون، ومازالوا يفعلون. تُراهم لا يريدون للمغرب تحولا في الوقت الحاضر لأنهم، في أمريكا، يعولون عليه في حربهم ضد القاعدة في الساحل الإفريقي...
ستبين زومات «غوغل أورث» أن عبارات جديدة ظهرت في الشوارع المغربية، وسيحسبها الموقع شعارات ثورية كتلك المنتشرة على جدران هذا المسمى امتدادا بين المحيط والخليج، والتي تجعل المواطن العربي يشعر، دائما، بأنه في حرب غير منتهية، وأن بقاءه على قيد الحياة حتى الآن هو من خيرات الحاكم العميمة عليه. ستقرأ عدسات «غوغل أورث»، هنا وهناك في زوايا الأحياء الشعبية: «فندق الخروف»، «بوكاديوس الحولي بـ7 دراهم»، «هنا يباع الفاخر»، «هنا حراسة الحولي»... وسيظنها إشارات ملغزة بين أفراد الحركات التمردية الجديدة، التي تحضر لشيء ما رهيب في الخفاء. ربما ثورة أخرى على طريقة غيفارا تُحضر في أحياء المغرب الشعبية...
سيعيد الموقع النظر في اعتقاده، ويعتبر الأمر عاديا حتى يكشف كل الأمر، فيركز على قطعان الأكباش، وحركتها في جميع الاتجاهات، وسيتتبع اتجاهات سيارات الهوندا، والشاحنات المحملة بالأكباش و«الضروبات» فيعود إليه ذلك الظن، الذي لا يبشر بالخير.
أجهزة «غوغل أورث» ستعلن التعبئة الشاملة بعد أن تدقق الرؤية الجوية وترى جماعات من المغاربة يهرولون نحو تلك الآلات التقليدية التي تشحذ الخناجر والسيوف و«المقاد». ستزيد حيرة مراقبي الموقع، وستتأكد ظنونهم، وسيستحضرون الهجمات التي راح ضحيتها مواطنون أمريكيون وآخرون خارج أمريكا بطعنات الخناجر، وبضربات السكاكين...
سيتعطل «غوغل أورث» في بقية أنحاء العالم، وستُعلن حالة الطوارىء، وسيطلب التأكد من الحقيقة من مخبريه. لن يجد المخبرون شيئا مما قد يبدد حيرة الموقع طالما الصحف تنشر يوم العيد أخبارا وتقارير بطعم المرق البائت لأنها طُبعت يوم الأحد؛ وبين الأحد والثلاثاء ربما حدثت أشياء وتغيرت أمور. لن يبقى أمام المراقبين الأمريكيين إلا أن يجتمعوا ويبلغوا القادة العسكريين بما يجري في المغرب. سيحتارون بين بوش وأوباما، من منهما يعطي الأمر بالتدخل؟ هل يُلصق قرار ضرب المغرب بأوباما، ضدا على القانون، حتى يبدأ مشواره متعثرا أم سيتفاخر بوش بكونه رجل الحروب الأول في العالم؟
ستزيد الأمور تعقدا يوم العيد بعد أن يفقد «غوغل أورث» الرؤية تماما من شدة الدخان المتعالي في سماء المغرب. ستتيه أعينه، سيحتار المراقبون، ستتأهب الـ«إف 16»، وترتفع حرارة الهواتف الحمراء...