الشــــــــــــــــباب والجـــــــــــــــــــــــــــــــــنس ادخل بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. حديثنا اليوم عن ثلاث نقاط نقولها للشباب من أجل أن يشعروا ويقتنعوا بها وتكون جزءًا من ثقافتهم، ويجب أن نغرزها في أولادنا وبناتنا. أول نقطة: هي أن الجنس ليس أمرًا هينًا كما أنه ليس لعبة، بل علاقة مقدسة وهادفة وكبيرة جدًّا عند الله، ولهذا يُعلّم الله الفتيات أن أجسادهن ودائع وأمانات: لا تخوني أمانة الله، عذريتك أمانة ووديعة من الله سبحانه وتعالى. هناك القليل من الفتيات - للأسف الشديد- من تستخف بالموضوع وتقول إن الموضوع بسيط، وإنها قادرة على أن تعالجه وتتعامل معه طبيًّا...إلخ! كيف تقولين هذا؟! إنها أمانة! انظر إلى قول الله تبارك وتعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " (الأنفال:27).
الجنس ليس لعبة، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لشاب:
(... أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال : أفتحبه لأختك؟ قال : لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أتحبه لخالتك؟ لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم...) لماذا قال النبي كل هذه الصور؟ لأنه يريد أن يُبشّع له الصورة، حيث ينظر هذا الشاب إلى الفتاة على أنها جسد يتسلّى به، فالنبي يضع له صورًا أخرى ليتخيل مدى بشاعة هذا الفعل؛ لأنه لن يرضاه لأحد من عائلته؛ ولذلك كان يقول الشاب "لا"؛ لأنه لا يريد أن يرى هذه الصورة، يريد أن يقول للنبي كفى! لذلك أريد أن تتخيل أيها الشاب أن في هذه اللحظة وأنت تفعل هذا الفعل، أو في العام نفسه أن هناك شخصا يفعل هذا مع واحدة من أهل بيتك! لذلك يجب أن نغرز هذا في أذهان أطفالنا، فإذا وسوس لهم الشيطان يقولون "لا، هذا ليس لعبة، أنا عندي قيمة لا يمكن أن أتخلّى عنها".
الجنس علاقة مقدسة، لا تنظروا إلى الأفلام التي تشاهدونها وكيف يُعرض الأمر كأنه سهلاً، لا تصدقوا! هذا وهم! ويؤدي إلى الإفساد في الأرض! الموضوع خطير. انظر إلى حديث النبي وهو يقول: (
من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه) الزنا به تعري، أنت لا تخلع ملابسك فقط، ولكن تخلع إيمانك بربك ودينك معها، ألا يقول النبي ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)؟ خلع الإيمان، هذه ليست معصية عادية. لأنها تهدم أساسات الأرض. منتهى الإهانة للفتاة، يريدك الله غالية، وفي الزواج جعلك غالية، يجب أن يؤخذ إذنك ويدفع المهر ويوافق الأهل؛ لأنك غالية، لماذا ترخصين نفسك؟ وفي النهاية سيُلقي الشاب بك، حتى إذا كان يحبك، والله حتى إذا أحبِك؛ لأن الله كتب هذا، أليس هذا لأنك تسمع لوساوس الشيطان؟ "
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (النساء:120) يحبك و و.. ولكن يتخلى عنك بعد ذلك، لا يستطيع الاستمرار، حتى في الزواج العرفي، يتزوج ويكون صادقًا في كلامه، ولكن بعد فترة، يقول "أنا آسف، أهلي.."، ويهرب وهي تبكي وتضيع، والقصة مكررة، لا تفعلي ذلك أبدًا.
سوف تقول لي إن لديك طاقة واحتياجات، الإسلام عنده طريقة للحل؛ سكّن الغرائز، إذا كنت لن تتزوج الآن لا تعرض نفسك للمثيرات، فلقد وضع لنا الإسلام أخلاقًا لتسكين الغرائز، مثل غض البصر؛ لا تشاهد قنوات إباحية، نحن لا نتجاهل هذه الغريزة، ولا نرفضها؛ لأن "
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ... " (آل عمران:14) لا ينظر الإسلام للغريزة على أنها شيء حيواني مرفوض، لا، ولكن في الإطار المناسب لها - وهو الزواج- لأنك إنسان ولست حيوانًا ولنعمر الكون؛
لذلك حتى تكون قادرًا لا تطلق عينيك، والنبي صلى الله عليه وسلم يشجعك ) من غض بصرًا هو قادر على أن يطلقه خيره الله يوم القيامة في الحور العين يختار منهن حيث يشاء ( .طريقة ثانية لتسكين الغرائز، قال لنا الإسلام: صوموا،
(يا معشر الشباب ! من استطاع منكم الباءة فليتزوج . فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم) فالصوم يُسكن الغرائز. الطريقة الثالثة، هي الانشغال بشيء مفيد؛ لعب الرياضة للشاب وللفتاة، أو بالعمل، عندما ذكرنا فكرة صناع الحياة كان الهدف منها أن يجد الشباب مجرى يخرج فيه طاقته، هذا ليس للجنس فقط وإنما لكل شيء في حياتنا. اعمل في الصيف، ليس هناك شباب مسلمون يجلسون متفرغين في الصيف، خذ دورات أو اعمل عملا خيريًا. كانت هناك فتاة يمنعها أهلها أن تعمل في العمل الخيري فأرسلت لي تطلب مني أن أقول للآباء والأمهات إن العمل الخيري الذي يخافون منه أهون بكثير من الفراغ الذي يؤدي إلى مصائب يبكون عليها طوال عمرهم وتجلب الذل لبناتهم، كلمة قاسية من الفتاة.
ثمة حلٍّ آخر، وهو تسهيل عملية الزواج، يا أهالي زوجوا أبناءكم وبناتكم، كفى تعقيدات تؤخر الزواج، ألا تدرك أيها الأب أنك إذا لم تساعد ابنتك أن تتزوج ماذا سيحدث؟ وبعد ذلك تبكي وتضربها؟ لماذا؟ لُم نفسك أولاً.
يا آباء ويا أمهات، علينا مجهود كبير، أبناؤنا مظلومون، لا أحد يأخذ بأيديهم ويوجههم، لا أحد يتحدث معهم في هذا الموضوع تدريجيًا من قبل سن البلوغ، ليس هناك من يناقش مشكلاتهم ويحلها بهدوء، ولكن قسوة وعنف وشجار!، لم يفعل أحد معهم مثلما فعل رسول الله "
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ... " (الأحزاب:21) لم يضرب الفتى، والحمد لله أن هذه القصة حدثت، ليكون أمامنا نموذج نبوي. انتبهوا يا شباب ويا فتيات – خصوصًا-، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (
بينما أنا نائم أتاني آتيان فقالا لي: "يا محمد قم معنا"، فقمت معهما، فأخذوني إلى تنور ضخم فإذا بأصوات رجال ونساء يصرخون، فقلت: "ما هذا؟" فقيل لي: "انظر"، فإذا برجال ونساء معلقون من رؤوسهم، تأتيهم النار من أسفل منهم، فقلت: "من هؤلاء؟" فقيل: "هؤلاء الزناة والزواني") لأنه – أي الجنس- يهدم نواميس الله في الكون.ومن هنا جاءت فريضة الحجاب، لتسكين الغرائز في المجتمع، ومن هنا جاء قول الله تبارك وتعالى
" ...فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ... " (الأحزاب:32) لا تتحدثي بطريقة غير لائقة، كأنه يقول لها أنتِ لست سيئة ولكن هناك من في قلبه مرض.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)
لا يقصد هنا المصافحة بل يقصد الشهوة. يحكي ( أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا رسول الله ماذا أفعل؟" فتركه النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله : " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ... " (هود:114) فقال الرجل : "يا رسول الله ، ألي هذا ؟" قال : "لجميع أمتي كلهم" ونزل جبريل مرة أخرى " ...ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " (هود:114) أرأيت إلى أي مدى كان النبي حزينًا، تخيل! التحرش الآن ليس كذلك فقط، بل بالتليفونات وبطرق أخرى كثيرة. موضوع كبير ينزل فيه قرآن في قبلة !يا شباب ويا بنات، هيا نتوب. إذا كان منا من يفعل هذه الأمور، هيا نقول لن نفعل ذلك مرة ثانية، ونبكي ندمًا ونسأل الله أن يسامحنا، ومن على علاقة، يقطعها اليوم وينوي عدم إقامة علاقات تُدخله النار، لن أستطيع أن أرى النبي يوم القيامة فيعرض عني وينظر في اتجاه آخر، لا أستطيع أن أذهب إلى حوض النبي لأشرب شربة من الماء فيقول لي
"لا، أنت لا، ألست أنت من فعل كذا في اليوم الفلاني؟" ويقول لك " بُعدًا بُعدًا، سحقًا سحقًا". سكنوا الغرائز، اعملوا والعبوا رياضة، غضوا بصركم . ويا بنات، حافظن على مظهركن، حتى إذا لم تتحجبي أيتها الفتاة حافظي على شكلك وهندامك وطريقة كلامك وصوتك. يا إعلام، سكنوا الغرائز بالله عليكم، هم (في الآخر) أبناؤكم وأبناؤنا. يا مجلات، سكنوا الغرائز، انشروا هذه الحلقة بين الفتيات والشباب. والله المستعان.